نشرت الحكومة البريطانية بيانًا صحفيًا يتضمن يتضمن مجموعة من التدابير الجديدة التي تستهدف الحد من انتشار وباء كورونا، وبدأ تطبيق هذه التدابير اعتبارًا من يوم 30 نوفمبر 2021.
ويأتي اتخاذ هذه الخطوة في ضوء ظهور متحور أوميكرون الجديد، والذي وصل مؤخرًا إلى إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا، ليبلغ مجموع الحالات المكتشفة في بريطانيا 18 حالة من أصل 59 حالة مؤكدة في أوروبا وفقًا للإحصائيات المسجلة حتى يوم 1 ديسمبر 2021.
في محاولة منها لمنع انتشار متحور أوميكرون، ألزمت الحكومة البريطانية المواطنين بارتداء أقنعة الوجه في المتاجر والبنوك ومكاتب البريد وصالونات تصفيف الشعر ووسائل النقل العام وغيرها. ولم تنس تشديد القيود المفروضة على المسافرين الدوليين القادمين إليها.
اعتبارًا من يوم 30 نوفمبر 2021 يتعين على جميع المسافرين القادمين من الخارج حجز اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لدى إحدى الجهات المقدمة للخدمة من القطاع الخاص وإجراؤه قبل نهاية اليوم الثاني بعد الوصول إلى بريطانيا. سيُطلب من المسافرين البقاء في الحجر الصحي لحين الحصول على نتيجة سلبية بالاختبار.
وفقًا للبيان الصحفي فإن وكالة الأمن الصحي البريطانية تقوم بإجراء اختبارات تستهدف بشكل خاص الأماكن التي من المرجح أن تكون حالات كوفيد الإيجابية قد نشرت العدوى فيها. كما أنها تتابع الحالات المؤكدة والمخالطين لها وتلزم الأفراد بالعزل حسب الحاجة وذلك في إطار حملة تقوم بها للسيطرة على متحور أوميكرون. على الرغم من أن هذه السلالة المتحورة لا تزال قيد البحث والدراسة، إلا أن العلماء يعتقدون أنها أكثر قابلية للانتشار ونقل العدوى بسبب الطفرات التي تم اكتشافها في البروتينات الشوكية وأجزاء أخرى من الجينوم الفيروسي.
وهذا هو السبب الذي يجعل من اللازم عزل جميع المخالطين للحالات المشتبه إصابتها بمتحور أوميكرون، حتى لو لم يتم تأكيد تلك الحالات بعد. وهذا إجراء وقائي يتم تطبيقه كذلك على الأطفال وعلى الأفراد الملقحين بالكامل. سيقوم برنامج خدمة الاختبار والتتبع المقدَّم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS Test and Trace) بالتواصل مع هؤلاء الأفراد والتشديد عليهم على ضرورة الالتزام بإجراءات العزل الذاتي، والذي أصبح الآن إلزامًا قانونيًا، حيث يمكن معاقبة الأفراد المخالفين لتعليمات خدمة الاختبار والتتبع بفرض غرامات مالية عليهم.
تأتي الإجراءات الجديدة بعد أيام قليلة من إضافة جنوب أفريقيا وبتسوانا وليسوتو وإيسواتيني وزيمبابوي وناميبيا ومالاوي وموزمبيق وزامبيا وأنغولا إلى قائمة السفر الحمراء في بريطانيا بسبب عدد حالات متحور أوميكرون التي تم اكتشافها في القارة الإفريقية. تم اكتشاف متحور أوميكرون للمرة الأولى في جنوب قارة إفريقيا في أواخر نوفمبر، وتحديدًا في دولتي جنوب أفريقيا وبتسوانا.
وفي الوقت الحالي تم اكتشاف حالات مصابة بالسلالة الجديدة في جزيرة ريونيون (القريبة من موريشيوس) وكذلك في نيجيريا وغانا أيضًا. تمت إضافة دول إفريقية أخرى إلى القائمة الحمراء للسفر إلى بريطانيا بشكل وقائي. وحتى هذه الدول تغلق حدودها مع جيرانها بسبب متحور أوميكرون.
ومن جهة أخرى تتزايد أعداد الحالات المصابة بمتحور أوميكرون في القارات الأخرى أيضًا. فهناك حالات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وإسبانيا والبرتغال والنمسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وسويسرا والتشيك وهولندا والدنمارك والسويد والنرويج وإسرائيل والسعودية والإمارات والهند وهونج كونج واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وأيرلندا، بالإضافة إلى بريطانيا بالطبع.
وفي سياق تعليقه على تلك القرارات قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: (الإجراءات التي يتم اتخاذها اليوم هي متناسبة ومسؤولة، وسوف نكسب من خلالها بعض الوقت في مواجهة هذا المتحور الجديد. بناءً على ما نعرفه حتى الآن، تظل اللقاحات والجرعات المعززة هي أفضل خط دفاع لدينا، لذلك فمن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يتخذ الجميع الخطوة عندما يكونون مؤهلين للحصول على الجرعات المعززة. إن الخطوات التي نتخذها اليوم ليست فقط من أجل مساعدتنا على إبطاء انتشار المتحور، ولكنها ستساعدنا أيضًا في حماية بعضنا البعض وحماية المكاسب التي عملنا جميعًا بجد من أجل تحقيقها).