عندما خرجت بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، أصبح من حقها تنفيذ سياسات الهجرة الخاصة بها دون الخضوع للسياسات الصادرة عن بروكسل. قبل تطبيق اتفاق البريكست الذي يقضي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت بريطانيا تتبع سياسة موحدة للتأشيرات تتشارك بها مع بقية دول الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن عملية السفر بين القارة الأوروبية وبين بريطانيا كانت مشابهة للسفر عبر أنحاء الاتحاد الأوروبي من حيث متطلبات التأشيرة. قبل البريكست، كانت لا توجد أساسًا أي متطلبات للتأشيرة من أجل السفر إلى بريطانيا من أوروبا بالنسبة للمواطنين والمقيمين بالاتحاد الأوروبي الذين كانوا يسعون للسفر إلى بريطانيا والإقامة بها لفترات معينة. مع تنفيذ اتفاقية بريكست رسميًا، تغيرت القواعد المطبقة عند السفر إلى بريطانيا للقادمين من أوروبا. في حين أن معظم المواطنين والمقيمين بالاتحاد الأوروبي لا يحتاجون إلى تأشيرة من أجل دخول بريطانيا لفترات قصيرة، فإن الذين يتطلعون منهم للعيش في بريطانيا لفترات طويلة والدراسة أو العمل في وظائف معينة أو كليهما معًا قد يحتاج إلى الحصول على تأشيرة. ومع ذلك فعلى الرغم من أن البريكست قد غيَّر بشكل جذري متطلبات التأشيرة وقواعد الدخول إلى بريطانيا، إلا أن شيئًا لم يؤثر عليها بقدر ما فعلت جائحة فيروس كورونا الحالية، التي أدت إلى فرض العديد من القيود على السفر إلى بريطانيا. لذلك سوف نستعرض من خلال هذا المقال متطلبات ما بعد البريكست للسفر إلى بريطانيا من أوروبا في الوقت الحالي في ظل جائحة فيروس كورونا، وكذلك سوف نلقي الضوء على شهادة كوفيد الرقمية (المعروفة أيضًا باسم جواز سفر لقاح كورونا للاتحاد الأوروبي) وعلى قيود السفر الأخرى ومتطلبات التأشيرة لمواطني الاتحاد الأوروبي في الخارج والداخل.
متطلبات السفر الى بريطانيا ما بعد البريكست للسفر إلى أوروبا
- بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، ما زالت بريطانيا تسمح لمواطني دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والمنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) بالسفر إليها والبقاء في البلاد بدون تأشيرة.
- يمكن لمواطني دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والمنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) دخول بريطانيا والبقاء فيها لمدة ستة أشهر. إذا كنت ترغب في البقاء في بريطانيا لأكثر من ستة أشهر، فعلى الأرجح سوف تحتاج إلى التقديم لطلب الحصول على تأشيرة. يعتمد نوع تأشيرة بريطانيا التي ينبغي عليك التقديم للحصول عليها على السبب الذي تريد من أجله البقاء لفترة أطول في البلاد.
- ومع ذلك فحتى إذا كنت سوف تبقى في بريطانيا لأقل من ستة أشهر، فقد تظل بحاجة إلى تأشيرة، ويتوقف ذلك على غرضك من السفر. على سبيل المثال؛ في حين أن الكثير من المسافرين لأغراض الأعمال لا يحتاجون إلى تأشيرة للقدوم إلى بريطانيا، فإن الأشخاص الذين يسعون للعمل لدى الشركات البريطانية سوف يحتاجون إلى الحصول على تأشيرة. للحصول على المساعدة في فهم متطلبات السفر الى بريطانيا الخاصة بك، يمكنك الاتصال بنا في أي وقت.
- الفئات المذكورة أعلاه من الأشخاص تحتاج فقط إلى تقديم جوازات السفر الوطنية لدخول بريطانيا (وليس إلى تأشيرة). ومع ذلك فنتيجة لاتفاق البريكست لم يعد بإمكان الأفراد من مواطني الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية وسويسرا الذين يسعون للسفر من أوروبا إلى بريطانيا أن يسافروا إلى هناك باستخدام بطاقة هوية الدولة التي ينتمون إليها، (وذلك اعتبارًا من خريف 2021). بمجرد دخول هذا التغيير حيز التنفيذ، سوف يكونون بحاجة إلى جواز سفر من أجل دخول بريطانيا.
متطلبات السفر الى بريطانيا أثناء جائحة فيروس كورونا
- منذ بداية انتشار الوباء فرضت بريطانيا قيودًا على الدخول ومتطلبات لما بعد الوصول على الأجانب من مواطني دول الاتحاد الأوروبي (وعلى جميع الأجانب الآخرين والقادمين من الخارج). تضمنت هذه القيود والتدابير الإلزام بإجراء اختبار فيروس كورونا قبل وبعد السفر، والخضوع للعزل الذاتي أو الحجر الصحي الإجباري، وحظر الدخول وغيرها من التدابير التقييدية التي تهدف إلى حماية السكان المحليين في بريطانيا من خطر الإصابة بالفيروس.
- مثلما هو الحال في العديد من الدول في أنحاء العالم، تواصل بريطانيا تطبيق متطلبات الدخول والخروج بحسب الدولة، حيث تقوم بتصنيف دول العالم ضمن قوائم ملونة بناءً على معدلات انتشار فيروس كورونا بها.
- في الوقت الحالي تصنف بريطانيا الدول الأجنبية على أنها تقع ضمن القائمة الخضراء أو البرتقالية أو الحمراء. البلدان المدرجة في القائمة الخضراء هي تلك التي لديها معدلات منخفضة من الإصابة بفيروس كورونا، يخضع المسافرون القادمون من دول القائمة الخضراء لأقل قدر من قيود السفر وأخفها وطأة، وذلك بالمقارنة مع المسافرين القادمين من دول القائمة البرتقالية (ذات المستوى المتوسط من حيث معدلات انتشار وباء كورونا). أما المسافرون القادمون من دول القائمة الحمراء (الدول ذات معدلات الإصابة الأعلى على مستوى العالم) فهم يخضعون لأكبر قدر من القيود أو يحظر دخولهم بالكامل تقريبًا.
- نظرًا لأن بريطانيا لم تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فلم يعد من اللازم أن يكون لديها سياسات سفر موحدة لجميع دول الاتحاد الأوروبي (بمعنى أنه صار بإمكانها فرض قيود مختلفة على مختلف الدول). وبالتالي فإن متطلبات السفر إلى بريطانيا من أوروبا أصبحت محددة لكل دولة على حدة، لذا ينبغي عليك التأكد من معرفة القواعد المحددة التي تطبقها بريطانيا على بلدك. على سبيل المثال؛ تضع بريطانيا في الوقت الحالي فرنسا ضمن القائمة البرتقالية، مما يعني أن المسافرين القادمين من فرنسا سوف يخضعون للمتطلبات المحددة الخاصة بدول القائمة البرتقالية (والتي تشمل إجراء اختبار كورونا قبل السفر وبعد الوصول، وتعبئة النموذج الرقمي لتحديد موقع المسافر).
- مع إحراز الدول الأوروبية تقدمًا كبيرًا على صعيد معدلات التطعيم الكامل لسكانها، بدأت بريطانيا في اتخاذ خطوات من أجل تقليل متطلبات السفر من أوروبا إلى بريطانيا للأفراد الذين تلقوا اللقاح. على سبيل المثال؛ في الوقت الحالي يتعين على المسافرين الذين لم يتلقوا اللقاح عند وصولهم إلى بريطانيا قادمين من فرنسا عزل أنفسهم لمدة 10 أيام عند وصولهم إلى الحدود، تحت طائلة الغرامة. في المقابل يتم إعفاء المسافرين القادمين من فرنسا الذين تم تلقيحهم بالكامل من شرط العزل الذاتي. وبشكلٍ عام فإن المسافرين المتلقين للقاح سوف يواجهون عند وصولهم إلى بريطانيا قيود سفرٍ أقل من نظرائهم غير الملقحين، بغض النظر عما إذا كانوا قادمين من الاتحاد الأوروبي أو من أي مكان آخر.
- تتضمن متطلبات السفر إلى بريطانيا من أوروبا للمسافرين الذين تم تلقيحهم إظهار إثبات على تلقي اللقاح. بالإضافة إلى تقديم ما يُثبت حالة التطعيم، سوف يتعين عليك أيضًا إثبات أنك تلقيت لقاحًا معتمدًا لدى بريطانيا، فمثلًا لا تعتد بريطانيا باللقاحات التي يتم إعطاؤها في دول خارج الاتحاد الأوروبي أو خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية. (ومن ثم فإذا كنت قد حصلت على اللقاح في صربيا على سبيل المثال، وهي دولة أوروبية لم تحصل بعد على عضوية الاتحاد الأوروبي، فلن يعتبر اللقاح الذي تلقيته صالحًا للسفر غير المقيد إلى بريطانيا).
- إذا كنت مسافرًا من الاتحاد الأوروبي كمواطن أو مقيم في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، فسوف يُتاح لك إظهار حالة التطعيم الخاصة بك من خلال شهادة كوفيد الرقمية (المعروفة أيضًا بشكل غير رسمي باسم جواز سفر لقاح كورونا للاتحاد الأوروبي). شهادة كوفيد الرقمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي هي في الأساس نوع من المستندات الإلكترونية (برغم أنه يمكن الحصول عليها في صورة ورقية أيضًا)، وهي تُظهر أن حاملها: 1) تلقي كامل جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا. 2) أجرى مؤخرًا اختبارًا للكشف عن فيروس كورونا وجاءت نتيجته سلبية. 3) أصيب سابقًا بالفيروس. تتمتع كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي بإمكانية الوصول إلى شهادة كوفيد الرقمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والتي تتوفر من خلال السلطات الصحية في كل دولة. إذا كنت من المواطنين أو المقيمين في الاتحاد الأوروبي، فيمكنك الحصول على شهادتك واستخدامها كإثبات على تلقيك اللقاح (أو على سلبية نتيجة اختبار كورونا) من أجل السفر إلى بريطانيا.
- ينبغي أن تضع في اعتبارك أيضًا أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تقدم نفس متطلبات الدخول المخففة للأفراد الذين تلقوا لقاحات كورونا، مثلهم مثل الأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح ولكنهم يقدمون دليلًا على أنهم أصيبوا سابقًا بفيروس كورونا (وبالتالي يمكن اعتبار أنهم قد اكتسبوا مناعة ضد المرض). ومع ذلك فإن بريطانيا لا تمنح وضعًا خاصًا للأفراد غير المتلقين للقاح الذين سبقت لهم الإصابة بالفيروس، مما يعني أنه إذا كنت قد أصبت بفيروس كورونا من قبل (ولديك دليل على إصابتك به، مثل جواز سفر لقاح كورونا)، فسوف تواجه نفس القيود التي يواجهها الأفراد غير المتلقين للقاح ممن ليست لديهم مناعة ضد المرض.
- يُرجى ملاحظة أن مواطني الاتحاد الأوروبي في الخارج (أي من يحملون جوازات سفر الاتحاد الأوروبي ولكنهم موجودون حاليًا في دولة خارج الاتحاد الأوروبي) حينما يسعون للسفر إلى بريطانيا سوف يخضعون لشروط وقيود الدخول المحددة التي تخص البلد الذي يصلون منه (وليس البلد الذي يحملون جنسيته).
- على سبيل المثال؛ إذا كنت مواطنًا فرنسيًا وتحاول دخول بريطانيا قادمًا من مصر، فيجب عليك اتباع قيود السفر البريطانية التي تطبق على المسافرين القادمين من مصر (وليس القادمين من فرنسا). في مثل هذه الحالة، فإنه نظرًا لأن مصر مدرجة حاليًا على القائمة الحمراء لدى بريطانيا (ولا يُسمح سوى للمواطنين والمقيمين البريطانيين بدخول بريطانيا من إحدى دول القائمة الحمراء)، فلن تتمكن من السفر من مصر إلى بريطانيا، حتى وإن كنت مواطنًا فرنسيًا، وبرغم كون فرنسا مدرجة في القائمة البرتقالية.
- القيود التي تواجهها عند السفر إلى بريطانيا لا تعتمد فقط على المكان الذي تأتي منه، ولكن أيضًا على الدول التي قمت بزيارتها قبيل وصولك إلى بريطانيا. ومن ثم فإن قيود السفر التي تفرضها بريطانيا تُطبق بنفس القدر على الدولة التي تسافر منها مباشرةً وكذلك على أية دولة قمت بزيارتها خلال الأيام العشرة السابقة لوصولك إلى بريطانيا. على سبيل المثال؛ إذا كنت مسافرًا من فرنسا إلى بريطانيا يوم الجمعة، لكنك وصلت إلى فرنسا يوم الإثنين قادمًا من النمسا، فسيتعين عليك الامتثال لقيود السفر السارية على كلٍّ من فرنسا والنمسا (لأنك كنت في النمسا خلال 10 أيام من وقت الوصول إلى بريطانيا)، ولكن نظرًا لأن النمسا مدرجة في القائمة الخضراء لدى بريطانيا (مقارنةً بفرنسا المدرجة في القائمة البرتقالية)، فلن تواجه أية قيود إضافية نتيجة سفرك مؤخرًا إلى هناك. ومع ذلك، فلنتخيل سيناريو مشابهًا، باستثناء أنك هذه المرة كنت قد سافرت من النمسا إلى بريطانيا يوم الجمعة، بعد أن وصلت إلى النمسا يوم الإثنين قادمًا من مصر. في مثل تلك الحالة، فعلى الرغم من أن النمسا مدرجة في القائمة الخضراء لدى بريطانيا، إلا أن مصر مدرجة في القائمة الحمراء، وبما أنك كنت في مصر في خلال 10 أيام من وقت وصولك إلى بريطانيا، فسوف يتعين عليك الامتثال لقواعد القائمة الحمراء للسفر.
- يُرجى ملاحظة أنه يجب عليك الإفصاح عن الأماكن التي سافرت إليها خلال الأيام العشرة الأخيرة التي سبقت وصولك إلى بريطانيا. إذا لم تفعل ذلك، فقد تتعرض لعقوبات صارمة، بما في ذلك غرامات مالية كبيرة.