قام أحد أكبر المسؤولين في وزارة الداخلية البريطانية وهو السكرتير الدائم ماثيو ريكروفت بإجراء زيارة إلى باكستان مؤخرًا لتقوية العلاقات بين البلدين، والتي وفقًا لما صرح به ريكروفت تقوم على علاقات هجرة فعالة وجيدة الأداء. هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤول بريطاني رفيع المستوى لباكستان خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
في هذه المرة وخلال جولته على مدار يومين في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، التقى السكرتير الدائم لوزارة الداخلية البريطانية بمجموعة من طلاب جامعة باهريا لتعريفهم بنظام هجرة جديد سوف يتيح لهم إمكانية الدراسة والعمل في بريطانيا في العديد من الأدوار التي تتطلب المهارات العالية. يقول ريكروفت أن هذا من شأنه أن يحقق تكافؤ الفرص للأشخاص الراغبين في القدوم إلى بريطانيا.
والوعد الذي قدمه ريكروفت للطلاب هو العمل على تعزيز مسارات الحصول على التأشيرات، لتسهيل السفر والهجرة بين بريطانيا وباكستان.
خلال الشهر الماضي أصبح السفر بين البلدين أسهل عندما أزالت بريطانيا باكستان من قائمتها الحمراء للسفر، وخففت من حدة القيود المفروضة على السفر غير الضروري إلى الأراضي البريطانية. بدأت بريطانيا أيضًا في الاعتراف بصلاحية شهادات لقاح كورونا الصادرة عن الهيئة الوطنية الباكستانية لقواعد البيانات والتسجيل (NADRA). وبفضل هذا التوجه أصبحت لقاحات سينوفارم وسينوفاك وكوفاكسين معتمدة حاليًا في بريطانيا.
وعلى صعيد الهجرة ففي الوقت الحالي يوجد حوالي 1.5 مليون مهاجر باكستاني في بريطانيا، وبالتأكيد تعمل هذه الجالية الضخمة على تعزيز العلاقة بين البلدين، وهي العلاقة التي من المنتظر أن تشهد المزيد من التدعيم بفضل النظام الجديد للهجرة والتأشيرات.
منذ بدء تطبيق نظام الهجرة القائم على النقاط في بريطانيا في الأول من يناير 2021 وأعداد الطلبات المقدمة للحصول على تأشيرات الطلاب آخذة في الازدياد. حيث ارتفعت أعداد الطلبات بنسبة 68% عما كانت عليه في العام الذي ينتهي بنهاية شهر يونيو 2019. وخلال العام المنتهي في يونيو 2021 تم منح أكثر من 53,000 تأشيرة للمواطنين الباكستانيين، منها 9,700 تأشيرات طلاب و 4,600 تأشيرة عمل. تمثل هذه الأرقام 93% من طلبات تأشيرات العمل و 91% من طلبات تأشيرات الطلاب للمواطنين الباكستانيين، محققةً زيادة بنسبة 6% في الطلبات المقبولة مقارنةً بعام 2019، وتأتي هذه الأرقام على الرغم صعوبة الأوضاع وتقييد حركة السفر بين الدول نتيجة لظروف وباء كورونا.
من خلال منح أعداد متزايدة من التأشيرات للطلاب الباكستانيين، تقدم بريطانيا فرصًا سانحة للأفراد ذوي المهارات والمواهب المتميزة من باكستان وتفتح مسارات جديدة للخريجين للوصول إلى سوق العمل في بريطانيا.
وفقًا للحكومة البريطانية، استفاد سوق العمل في البلاد بشكل كبير من نظام الهجرة القائم على النقاط وتأشيرة العمال المهرة، والتي تسمح للأشخاص الأجانب ذوي المهارات المتميزة بالعمل بشكل قانوني في بريطانيا. وهذه المواهب الوافدة ساعدت على تحسين الخدمات العامة والقوى العاملة والأجور والنمو العام في بريطانيا. كما أنهم مثلوا قيمة مضافة إلى القدرة التنافسية الدولية للشركات البريطانية. وشكّل هذا أهمية خاصة لتعافي الاقتصاد البريطاني من آثار جائحة كورونا.
يقول كيفن فوستر وزير الهجرة البريطاني: نحن ندرك أن هناك وظائف نحتاج فيها إلى خبرة ومهارات العمال الأجانب وذوي المواهب الاستثنائية الذين يرغبون أن تصبح بريطانيا وطنًا لهم. في إطار نظام الهجرة القائم على النقاط تفتح بلادنا أبوابها للأشخاص الذين يرغبون في المساهمة في مجتمعنا، بالنظر إلى مهاراتهم ومواهبهم وحدها وليس إلى جنسياتهم أو البلاد القادمين منها.