في مطلع ديسمبر 2020 قامت بريطانيا باستحداث نظام الهجرة القائم على النقاط وتأشيرة العمال المهرة لتغير بذلك سياسة الهجرة إلى بريطانيا بشكل جذري.
يعمل نظام الهجرة القائم على النقاط من خلال تجميع الأفراد الراغبين في الهجرة لمجموعة من النقاط يحصلون عليها عن طريق إجادة اللغة الإنجليزية أو العمل في وظائف تتطلب مهارات وبمعدلات أجور لا تؤثر سلبًا على متوسط الأجور.
منح هذا النظام للحكومة البريطانية القدرة على استيعاب نظام الهجرة البريطاني والسيطرة عليه بالكامل، مما أتاح للشركات البريطانية فرصة توظيف الموهوبين من الخارج بسهولة أكبر بفضل تأشيرة العمال المهرة.
تسمح هذه التأشيرة لأصحاب المهارات العالية من الأجانب بالعمل بشكل قانوني في بريطانيا. على مدار العام الماضي شكلت تأشيرة العمال المهرة ما نسبته 61% من إجمالي تأشيرات العمل، وذلك برغم تأثيرات جائحة كورونا على الهجرة وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في هذه الإحصائيات: حيث تم إصدار 110,721 تأشيرة عامل ماهر حتى نهاية سبتمبر 2019 بينما تم منح 80,151 تأشيرة عامل ماهر فقط حتى نهاية سبتمبر 2020.
العمال الذين وصلوا إلى بريطانيا باستخدام تأشيرة العمال المهرة هم من العاملين في الضيافة والأعمال الإبداعية والعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية ومجال تكنولوجيا المعلومات والعلماء والباحثين والمهندسين المعماريين والأطباء، بالإضافة إلى الجزارين والسباكين وعمال البناء.
وقد ساعد هؤلاء المهنيون على تحسين الخدمات العامة والقوى العاملة والأجور والنمو العام في بريطانيا. كما أنهم مثلوا قيمة مضافة إلى القدرة التنافسية الدولية للشركات البريطانية. وشكّل هذا أهمية خاصة لتعافي الاقتصاد البريطاني من آثار جائحة كورونا.
وتعليقًا على هذا الشأن يقول كيفن فوستر وزير الهجرة البريطاني: في الوقت الذي نتعافى فيه من الوباء، فإن نظام الهجرة القائم على النقاط يشجع الشركات على التركيز على القوى العاملة التي لديها من البريطانيين، والاستثمار في الأشخاص والمهارات البريطانية، مع تعزيز النمو والاقتصاد.
ويتابع: في الوقت نفسه فإننا ندرك أن هناك وظائف نحتاج فيها إلى خبرة ومهارات العمال الأجانب وذوي المواهب الاستثنائية الذين يرغبون أن تصبح بريطانيا وطنًا لهم. في إطار نظام الهجرة القائم على النقاط تفتح بلادنا أبوابها للأشخاص الذين يرغبون في المساهمة في مجتمعنا، بالنظر إلى مهاراتهم ومواهبهم وحدها وليس إلى جنسياتهم أو البلاد القادمين منها.
من جهتها قالت لين واتسون، نائبة رئيس الموارد البشرية بشركة تاليس بريطانيا: إن العمل الذي نقوم به في تاليس، من الهندسة إلى التصنيع، يحتاج مهارات عالية ويتطلب منا الاعتماد على المواهب من جميع أنحاء العالم لتقديم أحدث التقنيات والمنتجات لعملائنا . نحن فخورون بشدة بقوتنا العاملة المتنوعة في تاليس وننظر إلى العمال أصحاب التأشيرات المكفولة لدينا كشريك أساسي معنا في هذا المجال.
توافق وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل على أن النظام يسهل جلب المواهب واستثمار الحوافز المشجعة في سوق العمل البريطاني، مشيرة إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي استطاع الحد من حرية الحركة ومساعدة السلطات البريطانية على التحكم فيمن يمكنه القدوم إلى بلدنا بشكل قانوني. ثم تطرقت إلى الحديث عن المشكلة المزمنة للهجرة غير الشرعية، وركزت تحديدًا على المهاجرين الذين يعبرون بحر المانش على متن قوارب صغيرة.